قناة سنبلة | كرتون اطفال - النكبة الفلسطينية : قضية شعب و وطن
قناة سنبلة للاطفال هي قناة على شبكة اليوتيوب تعرض مجموعة من الرسوم المتحركة او الكراتين و كذلك برامج متنوعة مثل التنمية البشرية و الاشغال اليدوية و الرسم و التلوين و الطبخ و كذلك تحتوي على اناشيد خاصة بالاطفال ، تابعوا قناتنا
كراتين قناة سنبلة :
تحتوي قناة سنبلة على العديد من الكراتين و سلسلات الرسوم المتحركة منها حكايات جدتي و حكايات النحلة ميمي و قطوف دانية و عهد الصداقة و عالم الحيوان
كرتون النكبة الفلسطينية :
هو فيلم كرتوني من كتابة الدكتورة روان ابو زمعة و اشراف المهندسة رحاب العكاري و صوت غسان الطاهر و رابعة الدلالي و تحريك و اخراج درة بنسالم و هو من انتاج مؤسسة الرؤى للانتاج
تم عرض الفيلم على عديد الفضائيات
سيناريو كرتون النكبة الفلسطينية :
جدي، وجدت مفتاحاً قديماً جداً
بداخل الخزانة ويبدو كبيرا أيضاً. هل يمكنني استخدامه لبيت دميتي إن كنت لا تريده؟
-عزيزتي مريم كيف عثرت عليه ؟
- كنت أبحث عن ملابس قديمة كي
أصنع منها ثوباً لدميتي فوجدته مغطىً ببعضٍ من ثياب جدتي وأقمشتها، هل يمكنني الحصول عليه ؟ جدي من
فضلك؟
-يا حفيدتي الحبيبة هذا أغلى ما
أملك ولا يمكنني التفريط فيه ولكنني سأصنع لك مفتاحاً خشبياً كما صنعت لك بيت
الدمى من قبل ، لا تقلقي .
- حسناً جدي ولكن لم أنت مهتمٌ
جدا بهذا المفتاح الصدىء لم لا ترميه فهو لا يفيدنا بأية حال.
- أرميه؟! لا يا حبيبتي هذا
مفتاح منزلنا في يافا، وسنعود إليه يوماً ؛ لنا منزلٌ كبيرٌ وجميلٌ هناك.
- لكن يا جدي نحن نعيش في
المخيم هنا وهذا منزلنا. ثمّ أين هي يافا؟ ولم لنا منزلٌ هناك؟
- إنها حكايةٌ طويلةٌ يا حفيدتي توجع القلب وتفتح باب الجراح النازفة
في الروح.
- جدي، أرجوك
ارو لنا الحكاية أنا أحب حكاياتك، أريد أن أعرف عن يافا وعن منزلنا وعن هذا
المفتاح.
-آه يا
حفيدتي، مرَّ زمان طويلٌ منذ تلك الحادثة التي شتتت أوصالنا واقتلعت جذورنا وقلبت
حياتنا رأساً على عقب وأجبرتنا على الرحيل مكرهين فأصبحنا بلا وطن يضجُّ بضحكاتنا
وتشرق فيه الشمس على قمحنا وزيتوننا، خسرنا قرانا ومدننا وأراضينا وتلالنا
وأنهارنا وبيوتنا وحاراتنا وخسرنا كياننا وأخذ العدو الغاصب منازلنا وسكنها واقتلع
أشجارنا التي رويناها بدمع عيوننا ..فأصبحت ممتلكاتنا له عنوةً وأصبحت أحياء
بلداتنا الدافئة بنبض قلوبنا ملكاً له يتجول فيها ويطلق عليها المسميات التي يرغب
ويزينها بدماء أهلنا الذين استشهدوا
مكللين بتاج العزة دون أن يفرطوا بشبرٍ واحد من أرضهم و وطنهم. حكايتي لك يا
حفيدتي هي نقطة التحول التي قلبت وشتتت واقتطعت أكبر وأجمل اجزاء فلسطين فسكنها
المحتلون غدراً ومكراً وبات على إثرها ملايين الفلسطينيين مهجّرين في أنحاء العالم
يحلمون بالعودة يوماً للوطن، حكايتي عن (النكبة الفلسطينية) جرح الوطن الغائر.
- أكمل يا جدي من فضلك، أريد أن
أعرف من أين نحن ولم لا نستطيع العودة لمنزلنا الجميل في وطننا فلسطين.
- فلسطين هي دولة جميلةٌ تقع في
قلب العالم لا تتجاوز مساحتها 27000 كم مربع ، حباها الله ميزات رائعة فجوّها
بديعٌ صيفاً وشتاءً وتضاريسها غنية ومتنوعةٌ فيها جبال الكرمل البهية والسهول
النقية والتلال العليّة والينابيع النقيّة والأزهار النديّة ، ترفرف في سمائها
أنواعٌ مختلفةٌ من الطيور والحمائم، ويتجول على أتربتها أنواعٌ من الحيوانات
الوديعة ، وينبت في أرضها ما لذ وطاب من الثمار والأعشاب الطبية التي تشفي العلل.فلسطين
هي أرض الديانات السماوية الثلاث وتاريخٌ معتّقٌ من الانبياء تباركت هذه الأرض
بطهرهم ونال أهلها شرف الرباط على أرضها فجعلت أرض المحشر والمنشر، ولد تحت نخلة
فيها نبي الله عيسى عليه السلام وأسري إليها بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعرج به إلى السماوات السبع في رحلة ربطت بين الأرض والسماء.
تنافس المستعمرون على وطننا
فلسطين وتقاسموا خيراته ونهبوا ثرواته وتركوا سكانه يعانون الضيق والكرب وهم أهل
الرخاء والخير، وفي خضم الانتداب
البريطاني الذي كان يضيق الخناق على فلسطين
قررت بريطانيا العظمى في حينها بالاتفاق مع منظمة صهيونية تدعم اليهود في
أنحاء العالم أن تقدم لهم فلسطين كوطن قومي يلم شتات اليهود في جميع أنحاء أوروبا
والعالم ويجعل من فلسطين وطناً لهم يتمتعون فيه بكامل حريتهم ويتملكون فيه ما
يرغبون من المساكن والأراضي، فبدأ اليهود من حول العالم بالتوافد إلى فلسطين والاستقرار
فيها وبناء المستعمرات السكنية لهم وكانوا يقومون بطرد الأهالي الفلسطينيين والاستيلاء
على أراضيهم تدريجيا وقد قاومت القيادة الفلسطينية وبعض الدول العربية هذا التوافد
الصهيوني على فلسطين ولكن خطة بريطانيا وقوتها كانتا الحائل دون إيقاف هذا.
-جدي ألم يقاوم الفلسطينيون هذه
الخطط التي سيخسرون بها وطنهم الجميل؟
-نعم كان هناك العديد من الثورات
في مختلف المدن الفلسطينية ولكنها لم تجدِ نفعاً لأن كل من قوى الاستعمار البريطاني
والحركة الصهيونية كانا يقومان بقمعها وإخمادها، وذلك لأن بريطانيا كانت تحضر
لاستقبال المزيد من اليهود على أرض فلسطين وتمليكهم وتوطيدهم على أرضها وكان ذلك
كله بالتآمر على الشعب الفلسطيني لغدره، ولم يكن الشعب حينها يمتلك القوة الكافية
لمواجهتهم والدفاع عن أرضه فمقاومته رغم
جديتها وحزمها كانت تقابل بالعنف أكثر من الجانبين البريطاني والصهيوني. ولفرض
الأمر وجعله واقعا قررت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية ويهودية بحيث
يمتلك اليهود ما يزيد عن 55% من الأراضي
فيها وهنا رفض الفلسطينيون هذا القرار الجائر بحقهم رفضاً قاطعاً ولكن الصهاينة مع
بداية العام 1948 سيطروا على عشرات المدن والقرى الفلسطينية وطردوا أهلها منها
بالقوة وكانت بريطانيا تسمح لهم بذلك بل وتحميهم ، فقام اليهود بارتكاب مجازر
جماعية في القرى والمدن وقتل جميع من فيها دفعة واحدة نساءً ورجالاً، كباراً
وصغارا دون رحمة بل والتنكيل بهم وإحكام
سيطرتهم على تلك القرى والمدن دون تفاوض، الأمر الذي دفع سكان المدن والبلدات
المجاورة إلى الهرب بأنفسهم وعائلاتهم للنجاة من المجازر والقتل تاركين ورائهم
بيوتهم وأراضيهم وبساتينهم وأموالهم ليلجؤوا إلى الدول العربية المجاورة للبقاء
فيها ريثما يُحلّ الأمر. وحينها انسحبت بريطانيا من فلسطين وأعلن اليهود إقامة
دولة لهم على أرضنا.
- جدي وكيف نجوت انت وجدتي
حينها؟
- حفيدتي نحن من مدينة يافا
ولنا منزلٌ كبير هناك وكان والدي رحمه الله يمتلك
بساتين كثيرة من البرتقال والعديد من أشجار الزيتون وكنا نعمل جميعاً في
رعاية أشجارنا ومحاصيلنا ونقطف الثمار ونبيعها وعندما حدثت مجازر القتل في البلدات
المجاورة لنا قررت أنا وجدّتك ومئات الجيران الرحيل عن مدينتنا ريثما يهدأ الأمر فتركنا
كل شيء وأغلقنا منزلنا وحملنا والدك حيث كان عمره وقتها ثلاث سنوات ومعنا عماتك
وأعمامك وأقاربنا وسرنا لأيام متواصلة لا نملك ماءً ولا طعاماً حتى وصلنا هنا إلى
هذا المخيم، كانت هجرتنا مؤلمةٌ جدا ولم يتحملها بعض من معنا فغيَّبهم الموت عنا
لشدة التعب والجوع الذي ألمَّ بنا طوال الطريق.
- ياالله لم أعرف كم تألمتم يا
جدي، إنها حكايةٌ مؤلمةٌ جداً !
- لم نكن وحدنا يا عزيزتي، إن
النكبة أجبرت مئات الآلاف من الفلسطينيين على الرحيل من بلداتهم وقراهم وترك
منازلهم رغماً عنهم واللجوء إلى الدول العربية المجاورة كالأردن وسوريا ولبنان إلى
حين حل هذه الأزمة ومنهم من هاجر داخل فلسطين فلجأ إلى قرى وبلدات أخرى ريثما تهدأ
الأوضاع ويتمكن من العودة لمنزله، ولكن هذه الهجرة القسرية كانت مدبرة وكانت مخططا
لها فاستولى الصهاينة على القرى والمدن التي رحل أهلها واستوطنوها بحجة غياب أهلها
عنها وأصبحت ملكاً لهم.
- وماذا حدث لمنزلنا في يافا وبساتيننا الجميلة
هناك يا جدّي؟
-أنهى البريطانيون انتدابهم
لفلسطين وسلموا اليهود السيطرة الكاملة على فلسطين فأعلن الصهاينة قيام دولتهم ثم
سيطر اليهود على جميع المنازل التي قُتل أهلها أو رحلوا عنها قسراً وأصبحت ملكاً
لهم وحُرم الفلسطينيون المهجَّرون من العودة لوطنهم أو منازلهم ولم يكن للشعب
الفلسطيني من نصير يدافع عن حقوقه إضافة إلى أن معظم الدول القوية في العالم وقفت
إلى جانب اليهود ضد الفلسطينيين فلم يكن هناك من حلّ يردنا إلى أرضنا، كما قام
اليهود بتحريف أسماء القرى والبلدات العربية إلى لغتهم العبرية وحاولوا مسح الطابع
العربي والهوية الفلسطينية عن الأحياء والمنازل بما يناسب ثقافتهم وحياتهم كي
يثبتوا للعالم أنهم أصحاب الأرض والوطن.استولوا على منزلنا أيضاً وسكنوه وعلى جميع
بساتيننا وحقولنا وجرفوها وبنوا لأنفسهم فيها الأسواق والمدارس وكل منشآت الحياة
التي تسعدهم. وها نحن يا حفيدتي نعيش في هذا المخيم منذ 69 عاماً ، ولكن نحن لا
ننتمي إلى هنا ولا نقبل إلا بفلسطين وطننا والحلم بالعودة إليه هو أقصى أمانينا.
- ولكن يا جدي أنا لم أزر
فلسطين أبداً ولا أعرف سوى بيتنا الصغير في هذا المخيم ، هل تأخذني غداً لزيارة
يافا وفلسطين؟
- آه يا حفيدتي أتمنى هذا،ولكن
لا يمكن لنا العودة فنحن المهجّرون لا نملك وثائق رسمية كهوية فلسطينية تمكننا من
دخول فلسطين وهذا ما نطالب العالم به، وأتمنى لو أستطيع رؤية منزلي مرة واحدة فقط
قبل أن أموت.
- أنا متأكدة أننا سنعود يوماً
إلى يافا وسنستعيد منزلنا الكبير هناك. جدتي رحمها الله كانت تقول أن الظلم لا يطول
ودائماً يعود الحق لأصحابه، ونحن أصحاب الوطن وهو لنا، سيعود لنا ولو بعد حين.
أمّا عنّي،فسأدعو الله دائما أن يحمي وطننا.
- النكبة لم تنتهي يا حفيدتي
بعد فهجرتنا القسرية كانت بداية المأساة ولكن الصهاينة ما زالوا يمارسون كافة
الضغوطات على أهلنا في فلسطين ويقومون بعرقلة حياتهم اليومية وأسرشبابهم وفرض
الحصار عليهم من وقت لآخر كي يجبروهم على الرحيل والنزوح من فلسطين ، ولكن الشعب
صامدٌ يقاوم كي لا يفقد وطنه ، فالإنسان بلا وطن لا قيمة له، أنت ترين يا حبيبتي
كيف نعاني في هذا المخيم . لو كنّا الآن في وطننا لكنا في عنان عزتنا وكرامتنا.
- جدي، سأقوم بتنظيف مفتاح
منزلنا في يافا وسأعلقه في غرفتي كي أتذكر أن أدعو دائماً بأن نعود لوطننا.
جدي، هل يمكنني أن أسمي منزل
دميتي (فلسطين) هي ستكون سعيدة بوطننا ؟ صحيح؟
-
رعاك الله يا طفلتي، أنت تخففين عن روحي ثقل الشوق للوطن وتبعثين الأمل في قلبي .
ولهذا أسميتك (أمل)
